السبت، 3 سبتمبر 2011

مشرط الجراح


اختلف الطبيبان الشابان في استئصال الورم الجاثم علي مخ الحاج علي فبينما كانت تري الدكتورة اميرة ان استئصاله
حتمي واما ان يحيا حياة طبيعية واما ان يفارق الحياة خير له من ان يعيش في غيبوبة لا هو ينتمي الي عالم الاحياء ولا الي عالم الاموات فكان يخالفها الراي الدكتور حازم الذي كان يري ان الرجل هرم تجاوز عمره السبعين ويعاني من امراض القلب والضغط واخضاعه للجراحة في هذا السن يعني موته وليرقد في فراشه بين احبائه ॥ اصرت اميرة علي الجراحة واصر حازم علي عدم اجرائها فقاطعهما الممرض لقد وصل الدكتور مراد استشاري المخ والاعصاب وعليهما ان يجهزا في حجرة العمليات ॥ فما كان حوارهما الا جدل بيزنطي لطبيبين مساعدين في اجراء الجراحة التي اتخذ قرارها الدكتور مراد .. كانت اميرة تدعي الله ان يمر الحاج علي بسلام من مشرط الدكتور مراد .. وتتمني مشرطا مثله في حياتها التي صارت غيبوبية المعالم مثلها مثل حياة الحاج علي .. لا تعلم ما اذا كانت تنتمي الي عالم الاحياء ام الي عالم الاموات .. لكن كل ماتعلمه انها تتألم وبشدة لا تاكل جيدا ولا تنام جيدا وان نامت فاحلامها كوابيس ولا ترغب في الحياة كل ماتتمناه هو الخلاص من هذه النيران التي اشعلها فيها حازم وتركها تحترق فيها وحدها .. هي تعلم جيدا انه يخونها احساس الانثي بداخلها لا يخطيء في هذه ابدا وتعلم انه رجل متعدد العلاقات يتبع سياسة الباب المفتوح فكل انثى تطأ بابه تجده مفتوحا لها مرحب بها ولكنه دائما ينكر ويكذب ويتعلل ويسرد القصص والحجج والمبررات ويبدو ملاكا طاهرا وليس زير نساء .. حمقاء من تنتظر تفسير من كاذب افاق يسربلها في حبال الكذب التي لا تنتهي حتى تكاد تخنتق تنعزل عن العالم تدخل في نفق اكاذيبه التي حجبت عنها شمس الحقيقة .. لماذا لم تحسم امرها في الابتعاد عنه .. لماذا لم تختار راحتها .. لماذا ولماذا .. الحقيقة انها تحبه صار حبها له قيدا يكبل ارادتها ولكنه لما يستطع ان يكبل عقلها فقد كان يأن عليها اناء الليل واطراف النهار يحرمها لهو النهار وراحة الليل .. لقد صار حبه ورما جاثما علي عقلها بحاجة الي استئصال .. لقد اصبحت اسيرة الخوف .. الخوف من الاستمرار والخوف من البعد .. لقد جربت الاستمرار فتعذبت أيما عذاب وعاشت حياة الاموات في نار الاحياء اما البعد فهي لا تعلم سيعني حياتها وانبعاثها من جديد ام سيعني فنائها .. لمع مشرط الدكتور مراد وحسم امر ورم الحاج علي وبعد سويعات استفاق الحاج علي فابتسمت اميرة وقالت ها هو بعث من جديد .

هناك 4 تعليقات:

  1. أسلوب جميل و انسياب رائع للحرف فقط ملحوظة صغيرة لديك أخطاء إملائية بسيطة مثل يري ... هي يرى
    و إلي تكتب إلى .. أحببت المزج بالقرآن
    وهناك ملحوظة اخرى كيف ممكن ان يكون هناك احساس
    وشك بالخيانة و في ذات الوقت تقول البطلة اعلم جيدا انه رجل متعدد العلاقات يتبع سياسة الباب المفتوح فكل انثى تطأ بابه تجده مفتوحا لها لكنه يكذب ويتعلل ؟

    اذن لم يعد هناك احساس فمباشرة هي تعلم بخيانته :)

    واصلي اسلوبك جميل و تمنياتي لك بالتوفيق :)

    ردحذف