الجمعة، 2 مارس 2012

اللهم لا اوبجكشن


استيقظت مبكرا في تمام السادسة كي اخمد صفير المنبه وتبعاته الاهتزازية المزعجة لاستكمل نومي لا لاستيقظ ( لا سمح الله ) ولكن ابت القديرة هايفة ذلك و انطلقت تغرد و تعربد عبر التلفاز هي وطفلها


حبيبى عمل الواجب ولا اتنسىيا ماما بكرة الجمعة مفيش مدرسةحقك على راسى يا حبيبى سورىماما عادى ماما ايزى ماما دونت ورى

وتمنيت ان يكون اليوم الجمعه وكل الايام لا غدا فقط كما يدعي هذا الطفل .. وتمنيت ان تختفي هايفة (من الساحة الفنية) كي لا استيقظ علي غنجها المزعج لكل (اناث) الارض .خرجت من غرفتي لتتعثر اذني بصراخ دودي ابن اختي الصغير الذي انفجر كقنبلة موقوتة " انا نوتي .. انا نوتي" بعد ان ضاق ذرعا بتعلميات امه المتكررة " اللي مايسمعش كلام مامي .. نوتي " (راجع اغنية نوتي للقديرة هايفة) .. فاقر الطفل بنوتيته وامتطي صهوة شقاوته وليذهب الجميع الي بيت الاشباح.

ونخص بالشكر القديرة هايفة التي اعادت اكتشاف وتعريف كلمة نوتي في اغنيتها اللي يزعل مامي نوتي .. واللي يزعل بابي نوتي .. واللي مايسمعش كلامي ..  نوتي نوتي

فاستطاعت بكلماتها البسيطة ان تغزو عالم الاطفال و تترك لثغة انجليزية في لغتهم العربية مثلما غزت عقول الرجال انفا وتركت بصمة سيلكونية في ثقافتهم البصرية والسمعية.


خرجت مهرولة لالحق بالمترو .. فاهداني القدر عربة غير مزدحمة واجزل لي العطاء بمقعد خالي بجوار ام وطفليها .. الاكبر في الخامسة من عمره والاصغر يرنو من الثالثة تطوقه امه بذراعيها ولكنه لا يكف عن مشاكسة اخيه والركاب حتى انفلت من بين ذراعي امه والتبسته روح مازنجر وقرر ان يحطم كراسي المترو فاخذ يدق بكفيه الصغيرين ويدك بقدميه الكراسي واخوه الاكبر يقول له : " تومي انت مش جود بوي .. انت باد بوي .. باد بوي ".

ذهلت من هذا التدني اللغوي واجتياح الفرانكو اراب علي لغتنا العربية التي باتت سقيمة تلفظ انفاسها الاخيرة علي فراش الوطن وقلت اللهم لا اوبجكشن !!