الخميس، 21 أكتوبر 2010

احسبها صح تعيشها صح

أدعوك عزيزي القاريء اليوم الي عملية حسابية بسيطة , فلتحضر ورقة وقلم وتخمن اقصي عمر من الممكن ان يحياه الانسان علي هذه الارض , فلنفترض انه محظوظ لم يشرب من مياه الصرف الصحي ولم يأكل اطعمة مسرطنة ولم يتنفس من عوادم السيارات ولم يدمن رائحة حرق قش الارز ولنفترض انه كان محظوظ ولم يركب قطارا أو عبارة ولم يكن واقفا منتظرا اتوبيسا لتدهسه بي ام دبليو ...فلنفترض ان كل هذا لم يحدث وأمده الله في اجله وعاش مائة عام
أتعلم صديقي ان اليوم عند الله بألف سنة مما نعد قال تعالي (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) وفي آيه آخري (تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ) ... أي ان المائة عام التي تحياها علي وجه الارض ماهي الا عُـشر يوم من ايام الاخرة , 2.4 ساعه من ساعات الاخرة .. اتفرط في دار نعيم لاينقضي من أجل 2.4 ساعه !!
أتحزن وتغتم لأمر من امور الدنيا بعد هذه المعلومة ... اتفرط في عمرك ودينك وتنتحر لتموت كافر وتخسر الاخرة الباقية من اجل دنيا فانية !!
ألم يقول فيها سبحانه وتعالي (وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) .. وما سميت الدنيا دنيا الا لدنوها فلما نعطيها اكبر من قدرها ..ومادعوتي هذه لترك الدنيا والاهمال فيها .. ولكن هي دعوة لعدم تضخيم هموم الدنيا .. فاننا لن نذهب بهمومنا الي القبر ولكن سنذهب بصالح اعمالنا .. فلنستعد للاخرة بالعمل الصالح .. ولنترك الدنيا وراء ظهورنا .. وأضمن لك انك ان فعلت ذلك فإن الدنيا هي من ستركض وراءك .. وانها ستظل تفر منك وتراوغك كلما رأتك تلهث وراءها.
عزيزي القاريء :
  • أٌدرك حجم الدنيا ومدي ضألتها مقارنه بالآخره ...حينها ستهون عليك مصائبها ولن تغتم لنوائب الدهر
  • ضع الدنيا وراء ظهرك وكف عن الركض وراءها ...يقول الحسن البصري (علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن قلبى، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى)
  • استعد بالعمل الصالح للآخرة فهي خير وابقي ...واستثمر وقتك ومجهودك في المكان الصحيح ... وليست هذه دعوة لهجر الدنيا فاعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ولكن هي دعوة لوضع الامور في نصابها الحقيقي و اعطاء الدنيا قدرها ومكانتها في عقولنا وقلوبنا لا ان تلتهمنا وتستعبدنا ثم تفر منا ।

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق